الامبراطورية البيزنطية
كانت الإمبراطورية البيزنطية، التي يُشار إليها أيضًا باسم الإمبراطورية الرومانية الشرقية، امتدادًا للإمبراطورية الرومانية التي تمركزت في القسطنطينية خلال العصور القديمة المتأخرة والعصور الوسطى.
نجح النصف الشرقي للإمبراطورية في البقاء على الرغم من الظروف التي أدت إلى سقوط الغرب في القرن الخامس الميلادي، واستمر وجوده حتى سقوط القسطنطينية على يد الدولة العثمانية عام 1453.
خلال معظم تاريخها، ظلت الإمبراطورية القوة الاقتصادية والثقافية والعسكرية الأبرز في منطقة البحر الأبيض المتوسط. يُعد مصطلح "الإمبراطورية البيزنطية" مصطلحًا حديثًا ابتُدع بعد زوال الإمبراطورية، حيث كان مواطنوها يعتبرون أنفسهم ورثة للإمبراطورية الرومانية ويطلقون على دولتهم اسم "الإمبراطورية الرومانية".
بسبب انتقال مقر الإمبراطورية من روما إلى بيزنطة (القسطنطينية لاحقًا)، واعتناق المسيحية كدين للدولة، وهيمنة اللغة اليونانية بدلًا من اللاتينية، يستمر المؤرخون المعاصرون في التمييز بين "الإمبراطورية الرومانية" الأسبق و"الإمبراطورية البيزنطية" اللاحقة.
تاريخ الإمبراطورية البيزنطية[١]
يمكن تقسيم تاريخ الفترة البيزنطية إلى عدة مراحل رئيسة:
- العصور القديمة المتأخرة (330-717 بعد الميلاد): شهدت هذه الفترة تأسيس القسطنطينية على يد قسطنطين الأول عام 330 بعد الميلاد، والتي أصبحت العاصمة الجديدة للإمبراطورية. صاغت المسيحية هوية الإمبراطورية بشكل كبير، حيث شهدت تلك الحقبة صراعات لاهوتية كبيرة حول طبيعة المسيح. كما واجهت الإمبراطورية ضغوطًا من القبائل الرحل على حدودها الشرقية والغربية.
- القرون الأوسط المبكر (717-867 بعد الميلاد): شهدت هذه الفترة تحديات كبيرة للإمبراطورية، بما في ذلك صعود الإسلام والفتوحات الإسلامية التي أدت إلى خسارة أراضٍ واسعة في الشرق. نجح البيزنطيون في صد حصارين عربيين للقسطنطينية (674-678 و717-718 بعد الميلاد)، الأمر الذي يعتبر نقطة تحول تاريخية. ظهرت الأيقونات (الرموز الدينية) كقضية رئيسة للخلاف الديني الداخلي خلال هذه الحقبة.
- عصر النهضة البيزنطية (867-1056 بعد الميلاد): يُنظر إلى هذه الفترة على أنها ذروة الإمبراطورية البيزنطية. شهد عهد الإمبراطورين البارزين باسل الأول المقدوني (867-886 بعد الميلاد) ويوحنا الأول تسيبسكاس (969-1025 بعد الميلاد) توسعًا إقليميًا كبيرًا، وإحياءًا ثقافيًا، وإصلاحات إدارية ومالية. انشقاق الكنائس الشرقية والغربية عام 1054 بعد الميلاد كان تطورًا رئيسيًا آخر خلال هذه الحقبة.
- الكومنينيون والإمبراطورية الصليبية (1057-1204 بعد الميلاد): واجهت الإمبراطورية تحديات جديدة خلال هذه الفترة، بما في ذلك صعود السلاجقة الأتراك في الشرق والغزو الصليبي لل Константиноپولية (القسطنطينية) عام 1204 بعد الميلاد، والذي أدى إلى تأسيس الإمبراطورية اللاتينية قصيرة العمر.
- إمبراطورية نيقيا وإعادة فتح القسطنطينية (1204-1453 بعد الميلاد): نجحت الدولة البيزنطية المنفىة التي تتخذ من نيقيا مقرًا لها في استعادة القسطنطينية عام 1261 بعد الميلاد. شهدت هذه الفترة الأخيرة بعض الإنجازات الثقافية، لكنها تميزت أيضًا بالضعف العسكري والاقتصادي. في عام 1453، سقطت القسطنطينية على يد الدولة العثمانية، مما أدى إلى نهاية الإمبراطورية البيزنطية.
الحضارة البيزنطية:
- تميزت الحضارة البيزنطية بمزيج فريد من العناصر الرومانية واليونانية والمسيحية. كان للبيزنطيين تأثير كبير على الحضارة الغربية، حيث حافظوا على المعرفة القديمة وطوروا الفنون والعمارة والعلوم. ساهمت الإمبراطورية البيزنطية أيضًا في نشر المسيحية الأرثوذكسية في جميع أنحاء أوروبا الشرقية وروسيا.
إرث الإمبراطورية البيزنطية:
- ترك البيزنطيون إرثًا غنيًا لا يزال واضحًا حتى اليوم. يمكن رؤية تأثيرهم في الفن والعمارة واللغة والدين في العديد من البلدان حول العالم. لا تزال دراسة التاريخ البيزنطي مهمة لفهم تطور الحضارة الغربية والعالم الإسلامي. مصادر:
- الإمبراطورية البيزنطية Byzantine Empire
- The Cambridge History of the Byzantine Empire, edited by Timothy David Whitworth
- A Short History of Byzantium, by John Julius Norwich
- The Glory of Byzantium, by Richard F. Freedman
- Byzantium: A History, by John Julius Norwich خاتمة: كانت الإمبراطورية البيزنطية حضارة عظيمة استمرت لأكثر من ألف عام. كان للبيزنطيين تأثير كبير على العالم من خلال ثقافتهم وديانتهم وتجاريتهم. لا يزال إرثهم واضحًا حتى اليوم في العديد من المجالات.
- ↑ "الإمبراطورية البيزنطية". ضع ملخصا. الوسيط
|CitationClass=
تم تجاهله (مساعدة)